أفنى الإنسان النبيل كارل ماركس أربعة عقود من حياته في كتابة كتاب لم يكتمل يُدعى "رأس المال". وعلى الرغم من أن ملايين الناس سمعوا بهذا الكتاب، فإن قلة قليلة من المتخصصين تمكنت من قراءته لصعوبته. لمن يريد ملخصًا مكثفًا لهذا الكتاب، عليه أن ينظر إلى الأحداث الحديثة التي تعكس أفكار ماركس بشكل واضح.
مؤخرًا، تدخل الملياردير الأمريكي إيلون ماسك في الشأن الداخلي لألمانيا، حيث دعم بوقاحة حزب اليمين المتطرف. هذا الحزب الذي جر ألمانيا قبل أكثر من ثمانين عامًا إلى حرب شنيعة أودت بحياة 3% من سكان الأرض. ولم يكتفِ ماسك بذلك، بل استدار نحو الشمال ليستخدم ثرواته لدعم اليمين البريطاني أيضًا.
كما أن مليارات ترامب تتحرك هي الأخرى بهدف مضاعفة نفسها بالاستيلاء على غرينلاند وبنما وكندا. هذه التحركات تعكس ما أراده ماركس التحذير منه في كتابه "رأس المال": خطورة سلطة المال المتراكم التي لا تعرف حدودًا أخلاقية أو أعرافًا، والمستعدة للدوس على كل القيم لتحقيق مصالحها.
الدروس المستفادة من ماركس:
كان ماركس يحذر من تأثير تراكم رأس المال في يد قلة من الناس وقدرتهم على التأثير في السياسات والقرارات بطرق ضارة للمجتمع. أحداث اليوم توضح أن الثروة يمكن أن تكون أداة لتغيير السياسات وتأجيج الصراعات، مما يعزز عدم المساواة والظلم الاجتماعي.
و رغم مرور الزمن وتغير الظروف، تظل تحذيرات ماركس وثيقة الصلة بعالمنا اليوم. من المهم أن نتذكر أن الاقتصاد والسياسة لا يجب أن يكونا أداة لتحقيق مصالح شخصية على حساب القيم والأخلاق.
غالب الحبكي / العراق