لماذا قتل والدته رغم حبه لها؟!!
مواطن من أهل البصرة والدته مصابة بمرض عضال فلم يتحمل مرضها بسبب الفقر والعوز حيث كانت والدته تحتاج إلى عملية وعلاج ولايملك ثمن العملية والعلاج..
وبعد أن ضاق صدره أخذ والدته إلى النجف لزيارة الامام عليه عليه السلام ثم توجه إلى مستشفى اهلي في النجف بعد الزيارة..
وعندما دخل إلى المستشفى طلبوا منه دفع الرسوم وبكل ثقة أخبرهم أنه فقد المبلغ الذي كان يحمله من أجل العملية،وطلب منهم إجراء العملية لوالدته لحين عودته إلى الدار وجلب المبلغ لهم..
وتركها وعاد إلى البصرة وكانت حالتها لاتتحمل التأجيل فباشر الكادر الطبي بإجراءات العملية وعاد إلى منطقتهواخبرهم بأن والدته أثناء الزيارة فارقة الحياة وقام بتجهيزها ودفنها في النجف ونشر موضوع الوفاة على مواقع التواصل الاجتماعي..
وقام أبناء عموته بتسليمه ثلاثة ملايين(من صندوق العشيرة الخاص بتسليم ذوي المتوفي،يساهم فيه عموم أبناء العشيرة)وتقرر إقامة العزاء في الحسينية الخاصة بالمنطقة وأصبح المعزين يتوافدون للعزاء وجمع ولدها من المعزين مبلغ أربعة ملايين دينار فأصبح مجموع المبلغ لديه سبعة ملايين وفي اليوم الثالث بعد الخاتمة ذهب إلى النجف ..
وكانت المفاجأة بعد أن أعتذر ولدها من مدير المستشفى والطبيب الذي أجرى العملية وهم لم يتوقفوا من اللوم عليه بذلك الكلام القاسي..
الطبيب يقول له كيف تترك والدتك بدون مرافق وبدون دم انت ابن عاق والمدير يقول له انت حملت المستشفى مسؤولية كبيرة وسنقدم شكوى ضدك ،وابنها ساكت ..
ثم تكلم وقال هل تحبون أن تعرفوا السبب؟
قال له المدير ومالسبب الذي يجعلك تترك والدتك بين الحياة والموت ثلاثة أيام بدون مرافق وبدون أن تتصل ونحن في قلق لان العملية صعبة ولايوجد مع المريضة من يتابع الحالة معنا..
. أجابهم والدموع تجري..
اولا ان المريضة ليس وحدها الله وانتم معها لهذا لم أكن خاىف عليها بقدر خوفي كيف ادبر المبلغ لكم..
والسبب الثاني أنا الابن الوحيد لوالدتي وكنت في عزاء والدتي ولايوجد غيري من يرافقها..
وباستغراب قال له المدير وهذه
التي في المستشفى من تكون؟
قال إنها والدتي المدير انزعج قال
بغضب تكلم بصدق دعما نفهم ؟
كان جواب ابنها مؤلم حيث قال لهم أما من جلبت والدتي لكم لم املك ثمن علاجها فكيف ادفع ثمن أجور العملية والعلاج فتركت امي تحت رحمة الله وذهبت إلى منطقتي واخبرتهم بأن امي توفت وانا اعلم يوجد صندوق العشيرة يدفعون ثلاث ملايين لذوي المتوفي منه،وسيحضر المعزين أقل شخص يدفع خمس الاف المهم بعد ثلاث ايام جمعت سبع ملايين..وحضرت من أجل دفع ثمن العملية ولو لا هذا التصرف لم يقبل المستشفى أن يجري العملية مجانا واليوم امي تعد من الأموات..
حزن الطبيب وقال أنا لااريد ثمن العملية وطرق رأسه إلى الاسفل وقال للأسف نحن بايدينا حكمنا بالعظام على الانسانية ..
والمدير اعتذر من ولدها وتنازل عن أجور المستشفى وثمن العلاج وطلب من أن يجلب أمه كل شهر للمستشفى من أجل الفحوصات مجانا..
وبعد أن شكرهم قال له المدير بالعكس انت ايقضت فينا الإنسانية ..
المهم عاد إلى منطقته وهو فرحان بسلامة والدته وحزين على الفعل الذي فعله لإنقاذ والدته وذهب إلى كبار المنطقة وسلمهم المبلغ الذي جمعه من الفاتحة بعد أن أخبرهم القصة وكيف تنازل الدكتور ومدير المستشفى عن المبلغ المترتب على عملية والدته..
كذلك كبار المنطقة وبعد التشاور بينهم أن هذا المبلغ لك افتح به مشروع .
ولم يقف الموضوع عند هذا الحد بل عندما سمع أهل المنطقة بالعملية ذهبت النساء إلى والدته لتحمد لها على السلامة وكل واحدة تضع خمسة آلاف ومنهن عشرة الاف والبعض خمسة وعشرين ألف بيدها .
المهم أصبح لديهم مبلغ لاباس به رمم داره المتهالك واشترى لوالدته سبلت وثلاجة وفتح له مشروع صغير واليوم هو على
احسن حال.
رسالة القصة
كم واحد منا فارق الحياة بيننا وكان ثمن مايقدم لذويهةفي العزاء هو لاستمرار حياته من خلال شراء علاج له أو اجراء عمليه له أو ارساله للخارج للعلاج،كوننا حكمنا على الانسانية بالاعدام رغم وجودها معنا ..
المهم بعد قراءة هذه القصة هل يستطيع المجتمع أن يجمعوا للمرضى الذين لايملكون ثمن العلاج في مناطقهم ماسيتم دفعه في وفاتهم لذويهم من أجل إنقاذ حياتهم اي المواسات بعد الوفاة..
بقلم جمال الحيدري.