شقشقة
لتخطّ قصة تليق بك
لست بحاجة لأن تكون
كاتبًا بارعًا
ولا أن تملك قلب ساردٍ
مفتون.
يكفي أن تصغي للعالم
بصمتٍ..
وتدع الكلمات تتسلل إليك..
كما تتسلل الريح لغرفتك
من نافذة مواربة.
ربما تبدأ من مشهد عابر..
سيارة تتوقف عند إشارةٍ حمراء
طفل يعدو خلف طائرٍ
مكسور الجناح
أو امرأة تمسك بذراع زوجها
في محطةٍ للباص.
ستدرك حينها أن الحكايات
ليست دائمًا مدهشة
قد تكون نبضًا خافتًا
أو جملةً عادية تخفي خلفها جبالًا من الشوق.
ربما رسالة على الماسنجر تقول:
لا ترهق نفسك..
كل شيء سيمضي
قلبي معك.
لا يتطلب الأمر أن تكون حزينًا..
لتكتب قصة عن الغياب.
فالغياب
لا يصرخ دائمًا..
بل قد يكون صمتًا طويلًا
حين يعلو صوت عقارب الساعة على صوتك.
إنه كوب شاي بارد
نسيه أحدهم على طاولة الليل.
وهكذا..
وأنت تجمع تفاصيلك الصغيرة
قد تجد أنك كنت تكتب عنك دون أن تدري
وأن الورقة التي ملأتها بالكلمات
ستترك في قلبك شيئًا يشبه بطريق مهجور
يمتلئ بأصداء خطواتٍ
لا تعود.