. حوارٌ صحفي
بقلمي : خالد عبد الكريم
العراق سامراء
الشاعرة العراقية المتألقة "سناء الفتلاوي" تفصح عن ما بداخلها وتقول : ( لم اسعَ يوماً لشهرةِ ولم تكلفْني الكثيرَ من المشقةِ، فالشهرةُ اتتْ إلى بيتي !!)
حاورها الكاتب والصحفي "خالد عبد الكريم" وكان السؤال الأول هو
▪ ماهي البطاقة الشخصية للشاعرةِ المبدعةِ سناء الفتلاوي؟ عرفينا بنفسِكِ؟
- إسمي سناء نعيم عبد عباس الفتلاوي ، من مواليد 1975 بغداد منطقة باب الشيخ ،
متزوجةٌ ولديَّ أربعة أبناء
بنتان وولدان . خريجةُ معهد معلمين بغداد المركزي قسم الرياضيات لعام 1999 ، أعملُ حالياً معلمةً ، أعشقُ الشعرَ العربي و أمارسُ شغفِي بكتابتِه، وأحبُ الإستماعَ للموسيقى والمطالعةِ..
▪ للحرفِ معنىٍ خاصٍ بين يديكِ كيف لكِ أن تُلخصي لنا تلكَ الموهبةِ الشعرية الفذة؟ ومتى بدأتِ بالدخولِ إلى عالمِ الكتابة ونُظمِ الأبياتِ الشعرية الجذابة؟
- لقد بدأتُ مشواري الشعري منذُ أن كنتُ طفلةً وفي الصفِ الثالثِ متوسط كانت أنطلاقتي ، وكان والدي المرحوم هو الذي يدعمني فإستمرَ الإحساسُ ينضجُ ويكبرُ حتى وصلتُ الى معهدِ معلمين بغداد المركزي . وهناك كان الأستاذُ الرائع "حسين علي" في إنتظارِي فهو شاعرٌ عراقي كبيرٌ ومتألق رغم إنه كان كفيفَ البصرِ ؛ وهو مدرسٍ للغةِ العربية، تتلمذْتُ على يديه وساندَ قلمي وقدمني للجمهورِ وتركَني نجمةً في سماءِ الشعرِ ، آنذاك أقيمتْ مهرجاناتٍ عديدةٍ شاركتُ بها على صعيدٍ واسم المعهد وأذكرٌ أولَ مهرجان شاركْتُ فيه عام 2003 والحمدُلله فازتْ قصيدتِي "ثورة الحجارة"
والقصيدةُ الثانية ضدَ الإحتلال الأمريكي الغاشم تحت عنوان "أمريكا الكفر" ومنذُ ذلكَ الوقت وإلى الآن أبحرُ في عالمِ الشّعرِ والجمالِ للمفرداتِ العربيةِ ..
▪ لكلِ شاعرةٍ طعمٌ خاص تعشقُ التفردَ في إبرازِه بقصائدِها
مالذي تفضلُ أن تبرزَه لنا دائماً المتألقةَ "سناء الفتلاوي"؟
ومن هو مثلكِ الأعلى من الشعراءِ والكتابِ العرب؟
- أنا درسْتُ وتتلمذتُ في مدرسةِ شيخ الشيوخ "نزار القباني" ويستهويني أيضا الشاعرَ الرائعَ أحمد مطر، وأعشقُ شعرَ المتنبي والرصافي ومن النساءِ ( لميعه عماره ونازك الملائكة) ،
وتحية حب وإجلال لكل شعرائُنا الكبار ..
أحب إبرازَ الشجنِ وألمَ الفراقِ؛ والحبُ في قصائدِي ولا غِنى عن الحبِ أبداً.
▪ علمتُ بأنكِ تأثرْتِ كثيراً بفقدِ والدك رحمه الله وأسكنهُ في جناتِ النعيم،
ماذا تمثلُ لكي هذه الحادثة ؟
وكيف تجرعَتْ سناءُ الفتلاوي مرارةَ الفقدِ لأبيها العزيز ؟ وما أثرَ ذلك في إحساسِك وقلمِك؟
- قضيةُ خطفُ والدي التي حدثتْ في تأريخ لازالَ عالقاً في ذهني؛ فوالدي الحبيب أُختطِفَ يومُ ثلاثاء الموافق 12 نوفمبر من عام 2003 قد غزرتْ بي سكيناً تركتني انزفهُ إلى حدِ الآن !!
وفي وحي كتاباتي دائماً اكتبُ للفراقِ لشجنِ واخاطبهُ كأنه حبيبٌ ليّ ؛ وهذا أثر كثيراً في قلمي وإحساسي .
فحزني عليه وعلى عدمِ وجودِ قبرٌ له يتركُ نزفي لايتوقفُ أبدا ! والحمدُ لله على كلِّ حالٍ ..
▪ أباركُ لكِ إصدار الديوان الشعري الأول في مسيرتِكِ الأدبية والذي يحملُ اسماً لامعاً وحروفاً ولا أجمل،
ماذا يمثلُ لكي هذا المنجزُ؟
وما سرُّ تسميتهُ بهذا الاسم الغريب ( أنثى من دخان)؟!
- جزيلُ الشكرِ استاذ خالد لهذه التهنئة للولادة الاولى ليّ في مجالِ الشّعرِ ،
سرُّ اسم الديوان "أنثى من دخان" بالحقيقةِ هذه كانت قصيدةٌ تحدثَ بها شاعرٌ في منتدى نزلتْ القصيدةُ بوقتِها وهو نزلَ صورةً فيها سيكاره ودخانها يرسم إمرأة ،
عجبتني تلك الصورةَ وطلبتً منهُ امام الجميع مهلةَ يوماً واحداً اكتبُ عنها قصيدةً وفعلاً كتبتُ القصيدةً وفازتْ بعدةِ شهاداتٍ والحمدُ لله جعلتُها في غلافِ مجموعتِي الشعرية ..
▪ غالبيةُ الشاعرات في وطننا العربي تبحثُ عن الشهرةِ والأضواءِ ،
ماذا تعني لكِ الشهرةُ ؟ وكيف تتعاملُ الشاعرةَ سناء الفتلاوي مع معجبِيها؟
- لم اسعَ يوماً لشهرةِ ولم تكلفْني الكثيرَ من المشقةِ، الحمدُ لله الشهرةُ اتتْ الى بيتي ! لأن الفيس بوك هذا الجدار الواسع ؛ كان نعمةً فضيلةً انطلقتُ منه حتى وصلْتُ الى كلِّ الدولِ العربية ، ومن ثم وصلتُ الى شارعِ المتنبي وهناك كانت الشهرةُ تنتظرني أكثر بكثيرٍ . والحمدُلله انا شخصيةٌ متواضعةٌ املكُ حبَ الجميعِ وأتعاملُ مع المعجبين بكل ودٍ واحترام..
▪ كيف تُشاهد الشاعرةُ المبدعةُ سناء الفتلاوي الساحة الأدبية اليوم؟ وهل للمرأةِ العربيةِ دورٌ فعالٌ في معتركِ الثقافةِ والأدب العربي؟ وبماذا تنصحُ سناء الفتلاوي الفتيات الواعدات بهذا المجال؟
- بالنسبة لساحةِ الأدبية في مجالِ الشعرِ هناك شخصياتٌ جميلة جداً لمعتْ اسمائهن في هذا الصدد ولكن مع الاسفِ نلاحظُ بإن الأسماءَ تكون لفترةٍ وجيزةٍ ثم تختفي!!
من ابرزِ الأسماءِ في الساحةِ حالياً الاستاذة المتألقة "منى الصراف" في العراقِ فالعنصر النسوي قليل جداً لدينا وخصوصاً في مجال الشعر.. وانصحُ النساءَ اللواتي يمارسْنَ فنَ الكتابةِ ان يتمسكن بالكلمةِ العذبةوالمفردةِ التي تدخلُ القلبَ والاهتمام بالرمزيةِ والتكثيفِ لأن الشعر اصلاً بني على هذين الشرطين والتوفيق لجميع إن شاء الله.
▪ أسئلة سريعة؟
● ماذا يعني لك العشق والمعشوق؟
- العشقُ بالنسبةِ ليّ هو الحدُ الفاصلُ بين ان اكونَ انساناً او لا اكون، والمعشوقُ هو الحياة بكلِّ تفاصيلها.
● ماذا تعني لك الحروف العربية؟ والقلم والورقة؟
- الحروفُ العربيةُ هي كما العمود الفقري في جسمِ الانسان ،
القلمُ معبدُ الأوراقِ هنَّ حراسُ ذاك المعبدِ ..
● كيف تصفُ الخيانةَ الشاعرةُ العراقيةُ المبدعة سناء الفتلاوي؟
- الخيانة هي الخروج عن طاعةِ الله في ساعةِ ضعف.
● لمن تفضلُ أن تكتبَ دائماً المتألقة سناء الفتلاوي؟
- اكتبُ للحبِ والرجلِ الحنون
● ماذا تفضلُ أن تهدينا سناء الفتلاوي من ديوانها الجميل؟
- هديتي لكم من ديواني امرأة من دخان
. "امرأةٌ من دخانٍ"
كلما يشتاقُني
يَقدُ سيجارَهُ
ويتركُ دخانُها
يرسمُني أنثى
ويبقى حبيبي يتوددُ
يغازلُني ويقتربُ منِّي
تدورُ حولَ جسدي
حسراتُهُ تحرقُني
فأهربُ منهُ اتعمدُ
يجنُ جنونُهُ
أراهُ بركاناً يثورُ
يصرخُ سمراءَ أنتِ
فيجيبُهُ الرمادَ
كان خيالاً وتبدد !!
•••
* كلمةٌ أخيرة تُحبُ أن توجهَها الشاعرةُ المتميزةُ "سناء الفتلاوي" في ختامِ هذا الحوار الرائع؟
- في نهاية هذا الحوار الممتع أحبُ أن أقدمَ شكري وتقديري إلى جنابِك المحترم أولاً وأتقدمُ بجزيلِ الشكر والامتنان إلى كل من دعمني وساهم في إيصالِ حرفي المتواضع إلى فضاء الأدب.
واخيراً أقولُ للجميعِ
"ليتنا نتعلمُ كيفَ نحبُ بعضنا دون ثمن" ..