الحوار الفكري الــعقائدي بين التسفيه والـدليل...!!!!!
الحوار في اللغة: من حاور يحاور محاورة، وقد ورد في تاج العروس أن الحوار يعني تراجع الكلام، كما ورد في لسان العرب لابن منظور تحت الجذر (حور) وهم يتحاورون أي: يتراجعون الكلام. والمحاورة: مراجعة المنطق والكلام في المخاطبة. وقد حاوره.والمَحُورَةُ: من المُحاوَرةِ مصدر كالمَشُورَةِ من المشاورة كالمَحْوَرَةِ.وأنشد:
لِحاجَةِ ذي بَتٍّ ومَحْوَرَةٍ له كَفَى رَجْعُها من قِصَّةِ المُتَكَلِّمِ
أما الحوار في الاصطلاح اللغوي فهو نشاط عقلي ولفظي يقدم المتحاورون الأدلة والحجج والبراهين التي تبرر وجهات نظرهم بحرية تامة من أجل الوصول إلى حل لمشكلة أو توضيح لقضية ما .
ليلة البارحه كنت وجدت احد الصفحات يحشد على لإسقاط شخص حول مواضيع عقائديه ويدعو لتسفيه الرجل!!!!!!
مؤسف جدا ان يبدو الحوار بهذه الطريقة الغير شرعية وغير أخلاقية وقذرة جدا...!!؟
الخطبة ( 204 ) و من كلام له عليه السلام و قد سمع قوما من أصحابه يسبّون أهل الشام أيام حربهم قال علي بن ابي طالب (علية السلام ) بصفين :إِنِّي أَكْرَهُ لَكُمْ أَنْ تَكُونُوا سَبَّابِينَ وَ لَكِنَّكُمْ لَوْ وَصَفْتُمْ أَعْمَالَهُمْ وَ ذَكَرْتُمْ حَالَهُمْ كَانَ أَصْوَبَ فِي اَلْقَوْلِ وَ أَبْلَغَ فِي اَلْعُذْرِ وَ قُلْتُمْ مَكَانَ سَبِّكُمْ إِيَّاهُمْ اَللَّهُمَّ اِحْقِنْ دِمَاءَنَا وَ دِمَاءَهُمْ وَ أَصْلِحْ ذَاتَ بَيْنِنَا وَ بَيْنِهِمْ وَ اِهْدِهِمْ مِنْ ضَلاَلَتِهِمْ حَتَّى يَعْرِفَ اَلْحَقَّ مَنْ جَهِلَهُ وَ يَرْعَوِيَ عَنِ اَلْغَيِّ وَ اَلْعُدْوَانِ مَنْ لَهِجَ بِهِ قول المصنّف)
هكذا كان الامام علي يرشد اتباعة رغم جهلهم وعدم وعيهم للامور بل يجب التصحيح عند وقوع الخطا...!
اتذكر قرات للسيد محمد باقر الصدر في كتاب"الشهيد الصدر سنوات المحنه وايام الحصار" للكاتب الشيخ محمد رضا النعماني : يقول: وقت اذ انتشر التثقيف للحزب الشيوعي مطلع الستينات كان هناك علماء دين تصدورا للشيوعيه التي انخرط الكثير من الشباب واغلبهم ابناء رجال الدين في النجف ، فتصدى احد المراجع انذاك لإصدار فتوى تحرم الشيوعيه قائلا ومصرحاً بقولة "الشيوعية كفراً والحاد" لم تكن الفتوى سلاحاً فعالا لايقاف الشباب وتركهم لأفكارهم بقــدر ماأطلقت الـيد والشـرعية للـبعـثين لقتل المنافس لهم في الساحه وتصفيتهم)
فكان تصدي الشهيد محمد باقر الصدر (رحمه الله) فكريا لانه يضع المسوؤلية امام عينه " من بات لا يهتم بأمور المسلمين ليس منهم" ادرك القضيه كبيرة بقدر تصدي العالم لرفع الشبهات ودحضها فكريا ولا يكون التصدي هو اطلاق الرصاصه الاخيرة بل يجب ان يكون النصح فکريا والحوار الفكري الاخلاقي ومن هنا اجد اننا نحتاج لرفع الشبهات والبدع فکرياً بدلا من الشتائم والسباب واللغط ودخول منهم لا علم لهم بأمور علمية.
اننا نجد العلماء والمفكرين يغطوا بالنوم العميق ويتركوا الرعيه دون راع....؟
فعن أمير المؤمنين(ع) قال: كيف بكم اذا اختلفتم وشبك أصابعه هكذا ، حتى يكفر بعضهم بعضاً ويتفل بعضهم في وجه بعض، وقال له أحدهم لا خير في ذلك الزمان يا أمير المؤمنين قال: الخير كله في ذلك الزمان ، بمعنى يظهر المهدي سلام الله عليه فيرفع ذلك كله.
نستفيد من هذا الحديث هو ان الفوضى ستقع في المستقبل الى ان تصل الحاله الى اشتباك الناس في مابينهم الى البصق والبصاق وهذا من الامور والحالات الأخلاقية عرفا واخلاقاً للمجتمع ويدل الامر الى عدم والوعي وتصدي من لا علم له في توجية الامة وتعبئتها وقيادتها .
غالب الحبكي.