ليس انتقاماً من الله، بل هي الأرض تنتفض لكرامتها!
كانت صدمة فولتير مذهلة عند سماعه خبر زلزال لشبونه عام 1775 فوجّه أسئلة صارخة للرب: لماذا يارب كل هذا العذاب والدمار وأنت القادر على منع كل شيء؟ لماذا تفتك بعبادك؟ أجابه جان جاك روسو: لاعلاقة للرب بما حدث، فالانسان هو السبب، جعل البيوت متلاصقة، هشة الاساسات، وانشغل بتخليص الأموال والممتلكات بدلاً من تركها والنجاة بنفسه..
أتذكر نهاية التسعينيات كُلّفت بفحص مركز أرشيف في وسط مدينة اوربية لتقدير خطر حريق محتمل فسخرت الموظفة المسؤولة المؤمنة من عملي: إذا أراد الرب إهلاكي فسوف لن تمنعه خطتك الوقائية. هكذا وضعتني بمواجهة ربها فقلت لها: ايتها السيدة المحترمة ، نيوتن عاش قبلك بأكثر من خمسة قرون لكنه تقدم عليك بمستوى التفكير بخمسة قرون، هو قال لنتصور الله خلق العالم مثل الساعة دقيقة الصنع، خلقها وتركها لنا. والان اسألك اذا تعطلت ساعتك بسبب اهمالك هل تبحثين عن مخترعها وتستنجدين به كي يعيدها للخدمة ؟
ماجرى في كاليفورنيا ولوس انجلوس ليس انتقاماً من الرب من القوم الكافرين كما تصور لنا مخيلتنا المريضة . هو جرس انذار من الطبيعة لنا نحن سكان الأرض جميعاً ..هو صراخ بنا للكف عن عراكنا البائس على القوة والتسلط والنفوذ ، هو إستغاثة السفينة التي تترقب العاصفة لنوتيتها المتخاصمين على الاسلاب: لاشئ لديكم غيري، أنا سأغرق!
لقد خربنا نظام الأرض وها هي تنتفض لكرامتها!