باب "فضل الصدقة " من كتاب {من لا يحضره الفقية} للشيخ الصدوق (رحمه الله)
تحدثنا كثيراً عن "صدقة السر" وفضلها وقلنا أن الشرع المقدس قد فضل التصدق وإعطاء الصدقات الى مستحقيها ولمن يستحق ذلك ونحن نمر اليوم ظروف حرجة والشعب العراقي يعيش الفقر والعوز و الفاقة ، بل ينبغي التفكر والتدبر في بلاءات هذه الدنيا ، كالمرض والفقر والموت ، وعلينا أذن التدبر في أحاديث وإرشادات السنة النبوية وسيرة الأئمة المعصومين (عليهم السلام) وإستحضار الإيثار والمحاسن والتواضع والتحرر من الجاهلية والعرف الجاهلي العشائري والمحسوبية والمنسوبية والمزاجية ، والتخلق بالأخلاق المتواضعين ومخالطة الفقراء والبسطاء ومبادرتهم و مشاركتهم ألم الفقر المدعق والجوع وسوء المأكل والمشرب والمسكن وإجابة دعوتهم ، كما أشاروا أهل البيت (عليهم السلام) والابتعاد عن مساوئ وأضرار العجب وأثام العجب والتكبر والمتكبرين وغرور المغرورين .
ورد عن النبي العظيم "محمد" صلى الله عليه واله وسلم : قال ..
أن أحبكم إلي واقربكم مني يوم القيامة مجلساً ، أحسنكم خلقاً ، وأشدكم تواضعاً ، وأن أبعدكم مني يوم القيامة ، الثرثارون وهم المتكبرون .
وعن الأمام الباقر (علية السلام) قال:
ثلاث هن قاصمات الظهر : رجل أستكثر عمله ، ونسي ذنوبه ، وأعجب برايه .
وعن الأمام الصادق قال :
من دخـله الـعجب هـلك
لقد أشار الشارع المقدس من استعظام واستفحال آفة العجب واثام العجب وآثارها السلبية المهلكه وعليه فيجب السعي من أجل التكامل الروحي والاخلاقي.
قلنا أن الشارع المقدس أعطى الافضلية الفضل في الصدقة السر التي اقترنت ووصفت بأنها تطفى غضب الرب فلا إطفاء غضبه ورضاه إلا مع سلوك طريق رضاه سبحانه وتعالى .
قال صلى الله عليه واله وسلم : صدقة السر تطفى غضب الرب جل جلاله.
وفي موضع آخر نجد أن أحد الصحابة ساله صلى الله عليه واله وسلم وهو يقول له والله ويقسم بالله أن صدقة السر أفضل من العلانيه.؟
روي عمار عن الرسول الكريم قال ، قال لي :
ياعمار الصدقة والله في السر أفضل من صدقة في العلانية وكذلك والله العبادة في السر أفضل من العبادة في العلانية .؟
انظر كم عانى النبي الأكرم وهو يكرر ويرشد على الصدقة ، وصدقة السر بل وأننا نعلم جيداً أن المعاملة مع الناس هي عبادة ولهذا نجد أن النبي صلى الله عليه واله وسلم قد أشار الى أن العبادة في السر أفضل من العبادة في العلانية ، إذن أن العمل عبادة والصدقة هي عمل وهي علاقة الإنسان بأخية الإنسان إذن هناك فضل وأفضلها العمل بالسر لا بالعلانية.
اليكم باب الصدقات في كتاب " من لا يحضرة الفقية" للشيخ أبي جعفر الصدوق محمد بن علي بن الحسين بن بابوية القمي .
فمن وجد في هذا الباب رواية وحديث يوجب فيه الشارع المقدس أن تتصدقون وتاخذون معكم كاميرا أو قطعة كتب عليها ( شيخ فلان ، سيد فلان ، عشيرة فلان ، مرجع فلان ) ردوها علية وقولوا أخطأت ولم تصب الحق .
فلماذا إذن كل هذا الضجيج والصراخ وأنتم لم تستطيعوا توجدون المؤونة ولو لأيام و لم توفر إلا متاع قليل فما لكم كيف تحكمون.
