سأهديكِ وردةً منَ اللدائن ... /بقلم الأستاذ الأديب الشاعر أحمد بوحويطا /المغرب

.

" سأهديكِ وردةً منَ اللدائن ... "

شمالاً ، زَوْجُ حمامٍ يُمارسُ الحبَّ على مرأى منَ الحَمامْ
و نادلةٌ تقدمُ الحَلوى ، لتُغري سائحينِ فقيرينِ بلا جدوى
سأهديكِ وردةً منَ اللدائنِ ، لا عطرَ لها ، لكنها أطولُ عمراً
و أدفعُ نصفَ ماملكتْ يميني كفالةً ، مُقابلَ أنْ تُفرِجَ شفتاكِ
عن ضحكةٍ ، جرعةٌ منها ، تضخُّ الندى في شرايينِ الرُّخامْ
مناخُ عينيكِ شَرَكٌ حريريٌّ ، سلِسٌ شرِسٌ كهدوءِ العاصفةْ 
يُدَجنُ نبضي فأنسى حدودي ، و يشهقُ الفنجانُ في يدي
و يمحو أثرَ النايِ من ذاكرتي ، لِئلاَّ  يُصدِّقَ حُلْمَها الغَمامْ
شفتاكِ راهبتانِ ، و الأحمرُ القُرمُزيُّ يحرقُ أعصابَ الوريدْ
يقولُ القَطا للقَطا ، الغريبُ غريبٌ و لوِ اشتعلَ قلبُهُ نرجِساً
جنوبَ القلبِ ، أرى صفصافتينِ ذبيحتينِ ، و نِسوةً مُستَورَدةً
و غرباً ، غُربتي تطلُّ من نافذةِ سجنِها على بناتِ جنسِها
و خيمةً بطابقينِ ، و سيداً يُطعمُ ببَغاءَهُ البندقَ مُبللاً بالنبيذْ
شرقاً ، الجوُّ حولكَ قالتْ نَزِقٌ قَلِقٌ ، و الظلامُ وحدهُ يُكملُ دورَتهُ
و الغربةُ ليستْ سوى امرأةٍ ، تتعرَّى على مَهْلِها في خيالكْ 
قلتُ أُسلي أنا غُربتي ، أنتقي لها إسماً آخرَ ، أقلُّ رومنسيةً
و أزرعُ حوضَ خُزامى ، بعطرِها العفيفِ الخفيفِ ، أرممُ مزاجَها
و أُربي أرنباً ، لعلَّ جُملةً شعريةً تجتاحُني ، و أنا أحكُّ فروَتهُ
ربما صمتهُ اللذيذُ يعينُني ،كي أقنعَ رباباتي أنْ تُوبِّخَ صمتَها
و أسألُني - و أنا أجتهدُ كي أُعاقبَ بعوضةً بِدُخَّانِ سجارةْ -
كيفَ يمكنُ أن يُغري قمرٌ عاشقاً - لا يؤمنُ بسلطةِ المجازِ -
أن يمدَحهُ ، و هو الذي لا يُؤتَمنُ حتى على خَصْرِ قثارةْ ...؟

- أحمد بوحويطا
- أبو فيروز
- المغرب



صاحب الإمتياز الاستاذ الإعلامي غالب الحبكي

أخـر الأخبار

3efrit blogger


المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المــوقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

عدد الزيارات الأن

Translate

البحث

قسم الحفظ والأرشيف