رِثاءُ الأحياء
إدفنُوا الأمواتَ وإرثُوا بالبُكاء
أغلبُ الأحياءِ أولى بالرثاء
ننفضُ التربَ على طفلٍ بريءٍ
لمْ نزلْ ننعاهُ في دارِ الفناء
قيلَ هَوّنَ ما جرى في حيِّكُمْ
إنَّ أكواخاً تضجُّ بالدماء
هرَعَ الأطفالُ والأهلُ حَيارى
خاطبُوا المُوتى بِ« مَنْ للفقراءِ»
مَنْ لِموتى تحتَ أثوابٍ لهمْ
جُثثٌ تَمشي ولكنْ في العراء
هؤلاءِ القوم قدْ باتُوا يَتامى
حبسُوا الأنفاسَ في مَجرى الهواء
طبطبَ البعضُ على أكتافِهم
رَحِم اللهُ الفقيدَ في السماء
خاطبُوا الأيتامَ في أكواخِهم
إقبلُوا الموتَ يقيناً بالقضاء
ثمَّ إنفضُوا الى قصورِهم
وهُنا الأكواخُ ضجّتْ بالحياء
ساوَمُوا الأعداءَ في دمٍ لهمْ
هَنَّؤوا بَعضاً وعجُوا باللقاء
هكذا الشُجعانُ قدْ نالُوا العُلا
بينما الذُلُ رداء الجبناءِ
لَقيَ الأبطالُ حتفاً في الوغى
وهدايا النصرِ تُعطى للجِراء
هلْ لكمْ أنْ تَنظُروا في امرأةٍ
فَقدتْ سِرباً وعاشتْ في شقاء
هل لكم أنْ تنظرُوا في أمرِهم
إنَّ أطفالاً قضُوا دونَ غذاء
إنزعُوا وجهَ الرياءِ واخلعوهُ
أبحثُوا عَنْ ربِّكم في هؤلاء
أعلمُوا أنَّ وضوءَ الفقرِ خبزٌ
قدْ منعتم عنهمُ سرَّ الدعاء
قيلَ لولا الخبزُ لمْ يُعبدْ إلهٌ
سُرِقَ الخُبزُ بدعوى السُفهاء
خيري البديري