إنصات إلى صوت القلب...79
الاسِرّة البيضاء...1
لم يعيد قطار الأيام الذي ركبته في أيام الخمسينات يداوي وصوله الى جنة الحلم
لمفترق بياض السواد في ساحات رأسي ، وصار اليأس هو رحيلي تجاه نهايات المجهول و المفتوحة حول كل ما يأتي من الزمان لمفارق الحنين للحياة ...
حيث هنا أقف لا شيء يوصلني الى الأمان سوى القلق أن يأتي غد وأنا أرقد على اسرة البياض ، و القلب أخذ يرتجف من معاصير الأحلام الخافتة أن تتدحجر أرجولة الحزن في القلب ...
أو لا يأتي غد لمواشير الزمن الأخر من لجة الكون ...
وأغيب فيها عن يومي بلا ذاكرة وسكون أطراف الغياب الأخير في أطرافي ، وقد مسحت كل أيامي ..
لكي لا أبقى عالقا ما بين الذهاب أو الرجوع الى كتبي التي تركتها هناك تتوسد غرف يقظتي ، وهي تحمل ما كنت أفكر به بالوصول الى أخر الدنيا والضياء ..
وقد أكتبها في قراطيس حضوري ،لا شيء يحضر سوى الخوف من بريد الحياة الي ..
وأسئلة من الذي يوصلني الى الضفة الأخرى من تراب الوطن أتعفر به وأرميه بوجه النهارات التي بقيت تحزني بالحنين الى مدينتي التي كانت تغتسل بالماء وأصبحت الآن تغتسل بالرمضاء والقيظ الذي حرق كل أشجار حدائقي رغم ان المساء كان أشجارا لبقايا الأمس ..
سأمسك أول الضياء مرة أخرى رغم الهجير ..
وأمسك عود البخور الذي ظل رابضا في كفي في شوارع لا أعرف لكنتها حين أنصت الى همس الريح المغتربة عن تنفسي في المدينة البعيدة عن دفئي ..
رغم أحتراق أوراق الربيع في خريف الوطن ..
سأقول مثل ما قال أحدهم حين قالوا له ( الفردوس قال وطني ) سأتبع الضوء الوصول الى أضلاع أحلامي التي ظلت هناك متشردة في شوارع وطني بلا ذاكرة تحتويها سوى ذاكرتي بالحنين إليها وأعود مع قلبي الخافق بدم الحنين الى الوطن