سبابة قبيلة //قصة قصيرة // بقلم الأستاذة هند ألعميد

.

قصة قصيرة ... بعنوان
( سبابة قبيلة)

أضواء معتمة ، هدوءٌ مريب، سريرها وشراشفُها هي وحدها من تواسي نحيبها النازف،
كلُ ما حولها عالمٌ صغير، ضيق ،، عميق ، متفرع. يعاتب الماضي ، ويتوسل الحاضر، ويختبئ خلف المجهول من وحش المستقبل.
وحدتها بمنعزل عن الأهازيج والأغاني الشعبية والأصوات التي تطلقها النسوة كصفير منسوخ بتوالي.
تلك الجلبة تنتظرُ خروجها من باب عزلتها ،
فقد هيئوا الزينات، عند المذبح..
عريسٌ وسيم هو الآخر أُخرج من عتمتهِ قسراً..
قادتها أليه خطوات أشبه بالسراب ، كقربان يُهدى فداء لأجلِ نذر ما.
رأت شيئاً من ذلك الغائب في ملامحهِ ، ابتسامة مجروحة ، كلماته الترحيبية المجبرة على ستر ما يخفي ،
تشابهُ غريب.
أجلسوهم معاً على مقعدٍ من نار، نظرَ أليها ، توسل بصمت بأن لا تُكمل . ونظرت أليهِ بتوجل ، بأن لا يفعل..
نعم ، انه ليس هو ، ولا ينتمي بأي فصل لذلك الحلم المنتظر . لكن ......
كان الشبح يُراقبُها من خلف عيون الحاضرين ، واضعاً سبابتهِ أمام فمه ، مُحذراً بأن لا تكون (عانس) ..
قُرأت سورة الفاتحة ، وصرير أسنانُها يخرجُ تمتمة.. لا أعلم لأي فاتحةٍ قُرأت .؟
خاتمان ، من معدن بلون أصفر كقيح مريض بتعسر هضمي ،
خنقا بنصريهما،
وقبلة طُبعت على ألجبين ، بعد هتاف المهرجين..
صوب نظرهُ لعينيها وقال..
هل ترين ذلك الشبح المبتسم؟؟
لقد أمرني بأن أُطيع .. فمرحى بنحرنا فداءٍ لسبابتهِ، وأعتذر منكِ ، فلن تسكنين قلبي بدلاً منها.
هند ألعميد .. ٦/٦/٢٠١٧



صاحب الإمتياز الاستاذ الإعلامي غالب الحبكي

أخـر الأخبار

3efrit blogger


المواضيع والتعليقات المنشورة لا تعبر عن رأي ادارة المــوقع ولا نتحمل أي مسؤولية قانونية حيال ذلك

عدد الزيارات الأن

Translate

البحث

قسم الحفظ والأرشيف