سلام عليكم أحبتي طاب مسائكم
أرهاصاتٌ مِنْ شارِعِ المُتَنَبَّي
صفاء العامري
تجولت اليوم وعلى غير عادتي في بغداد الحبيبة وأخذني الشوق الى شارع المتنبي ذلك المكان الذي كنت أرتاده في عقد التسعينات بشكل شبه يومي بحكم مكان عملي القريب منه فكنت أنتشي من رائحة الكتب وأغدو ثملا بخمر عناوين الكتب ويدفعني نهمي للقراءة بشراء مايمكنني شراؤه من أولئك الباعة الذين جلهم كان من المثقفين وكأن أحدهم حاسوب يعرف مافي بطون الكتب فلو تحدثت في الشعر والادب كان فارسا في مضمار يرشدك لما هو ممتع ومفيد ولو خضت في الفلسفة شاطر علي الوردي الرأي وحضر كولن ولسن والمنتمي والامنتمي ويعرج بدفة الحوار فترى زرادشت يتحدث ولو أردت المتعة تراه يغور في سبر البؤساء وشرق المتوسط وثلاثيات محفوظ ونظرات المنفلوطي تدنو اليك من كتابه حتى تأخذه العبرات في كتيب آخر لما آل اليه الأدب والأدباء فأرجع وأنا فرحان جذلاً لما سمعت منهم ولن أتحدث عن شارع المتنبي هذه الأيام لأنكم فطنون فتفصيل مامضى بجماله يفسر مابقي بقتامه وعدت اليوم ليس كعودتي بالأمس فقد كنت أستريح لأحتسي الشاي على نغم أم كلثوم أو ربما يعجبني سماع مناقشات الرواد في مقهى الزهاوي حتى كنت كثيراً ما أترك الشاي من فرط لذة الحديث لهؤلاء...على أي حال عدت والشوارع تأن من الفراغ ويدمي محياها أسلاك شائكة هنا وكتل كونكريتية تحبس أنفاسها هناك هل هذه بغداد أم هل نحن العراقيون من تغير ياترى وهل سيعود الصخب الى شارع المتنبي وهل سيتعافى الزهاوي وهل ستغرد أم كلثوم كما كانت...بغداد يابلد الرشيد...وهل وهل ...وهل ذلك مسؤلية الجميع والخسارة كبيرة لكن المستحيل لم يعرف طريقه لقواميس العراقيين الى الآن........تحياتي أطلت عليكم لكنها أرهاصات أردت تدوينها ولعل الحلم يصبح حقيقة..